ثق فى نفسك
اهلا ومرحبا بك فى منتدانا يشرفنا انضمامك الى منتدى ثق فى نفسك مع تحيات الادارة
ثق فى نفسك
اهلا ومرحبا بك فى منتدانا يشرفنا انضمامك الى منتدى ثق فى نفسك مع تحيات الادارة
ثق فى نفسك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثق فى نفسك


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم
المدير العام

الزعيم


الرتبة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Help_r10
الدولة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران 110
الجنس : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران I_icon_gender_male
عدد الرسائل : 288
العمر : 32
معدل النشاط : 4426
التقييم : 2929
تاريخ التسجيل : 12/01/2009
الاوسمة : وسام التميز

المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Empty
مُساهمةموضوع: المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران   المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 1:52 pm


ا[size=21]لمنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم

الجزء الأول- القرآن

عن موقع الدكتور خالد العبيدي

توطأة

لعل
المتبحرين في علوم القرآن الكريم يجدون أنه يرسم لوجة تكاملية من علوم
شتى بدءاً من فهم معنى وأسلوب نزوله وتلقينه وأسلوب قراءته وتدبره، وليس
انتهاء بأصناف فنونه وإعجازه.

ونظراً
لأهمية توضيح العلوم القرآنية في موضوع فهم العلوم الإعجازية المختلفة
فقد ارتأينا أن نخصص مسلسلاً كامل نلخص فيه بعض العلوم القرآنية وتكاملها
ووحدتها بدءاً من القرآن أسمائه وصفاته وتنزلاته، الوحي، مروراً بعلوم
القرآن الكريم كأسباب النزول، المحكم والمتشابه، المكي والمدني والصيفي
والشتائي، مراحل جمع القرآن الكريم، علم القراءات والتجويد، علوم التفسير
والتأويل وغير ذلك
.

القرآن
الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة، أنزله الله تعالى على محمد – صلى الله
عليه وسلم – ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الصراط
المستقيم، فكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يتلقاه من جبريل – عليه
السلام – ويبلغه إلى الصحابة – رضوان الله عليهم – وهم من العرب الخلص،
فكانوا يفهمونه بسليقتهم، وإذا التبس عليهم فهم آية من الآيات القرآنية
رجعوا بها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسألوه عنها.

فكان يجيبهم على أسئلتهم، كما ورد في الحديث الشريف الذي رواه الشيخان وغير هما عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم.....}
سورة الأنعام: آية 82 قال : شق ذلك على الناس فقالوا: يا رسول الله
وأينا لا يظلم نفسه ؟ قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد
الصالح: {
إن الشرك لظلم عظيم } سورة لقمان آية: 13 إنما هو الشرك )).

وختم
الله تعالى بهذا القرآن الكتب السماوية التي أنزلها على رسله، كما ختم
بمحمد –صلى الله عليه وسلم – الأنبياء والرسل وامتاز القرآن عن سائر الكتب
السماوية السابقة بأن تولى الله بنفسه حفظه وصيانته فلا يأيته الباطل من
بين يديه ولا من خلفه، ولا يتطرق إليه تحريف ولا تبديل قال الله تعالى: (
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) سورة الحجر آية: 9. وقال تعالى: ( وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد )
سورة فصلت آية: 42. وقد جاء القرآن الكريم وافياً بجميع مطالب
الإنسانية، حيث عالج مشكلاتها في شتى مرافق الحياة الروحية والعقلية
والاجتماعية والاقتصادية والسياسية علاجاً حكيماً يتناسب مع الفطرة، لأنه
من لدن حكيم خبير. وقد أتم الرسول – صلى الله عليه وسلم – تبليغه إلى
أصحابه ومن ثم إلى الناس جميعاً
.


القرآن

تعريف القرآن لغة واصطلاحاً

القرآن
لغة: قرأ تأتي بمعنى الجمع والضم. والقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها
إلى بعض في الترتيل، والقرآن، في الأصل كالقراءة، مصدر قرأ قراءة وقرأنا.
قال تعالى: {
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }
[ القيامة: 17- 18 ]. أي قراءته. والقرآن على أصح الآراء مصدر على وزن
فُعلان، كالغُفران والشكران.، بمعنى القراءة. مصدر على وزن فعلان بالضم

القرآن
اصطلاحاً: هو كلام الله تعالى المعجز بلفظه ومعناه، المنزل على النبي
محمد – صلى الله عليه وسلم – المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس،
المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المتحدى بأقصر سورة منه.

وهناك
تفصيل آخر يعرف القرآن اصطلاحاً بأنه: هو كلام الله القديم، المعجز،
المُنَزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المكتوب بالمصاحف، المنقول
بالتواتر، المُُتعَّبد بتلاوته . ومعنى ذلك :

كلام
الله القديم (العقيدة )، المعجز أي أن القرآن معجز بجملته ، كما أنه
معجز بأي سورة منه ، ولو كانت أقصر سورة منه ، ولو عُرِّف القرآن بهذه
الصفة " الكلام المعجز " لكفى ذلك لتمييزه والتعريف به . قال تعالى: {
قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً } [ الإسراء : 88 ]. ومعنى التواتر (مصطلح الحديث). وأما معنى المتعبد بتلاوته أي أن مجرد تلاوة القرآن عبادة يثاب عليها المؤمن .


الفرق بين القرآن والحديث النبوي والحديث القدسي

يفرق
العلماء بين القرآن الكريم والحديث النبوي بأن القرآن، لفظه ومعناه من
عند الله، أما الحديث النبوي فمعناه من عند الله تعالى ولفظه من النبي –
صلى الله عليه وسلم – على الرأي الصحيح .

والفرق
بين القرآن والحديث القدسي بأنهما وإن كان كل منهما لفظه ومعناه من عند
الله على الصحيح إلا أن الحديث القدسي لم يقصد بلفظه التحدي والإعجاز ولم
يتعبد بتلاوته.

فالقول في تعريف القرآن بأنه كلام الله المعجز يخرج الحديث النبوي والحديث القدسي.
والجدير
بالذكر أن القرآن يطلق على مجموع القرآن المكتوب في المصحف ويطلق على
بعضه أي على كل آية من آياته، فإذا سمعت من يتلو آية من القرآن صح أن
تقول: إنه يقرأ القرآن. قال تعالى: { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون } سورة الأعراف ـ آية 24.


سبب تسمية هذا الكتاب بالقرآن

ذكر بعض العلماء أن تسمية هذا الكتاب قرآنا ًمن بين كتب الله لكونه جامعاً لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم. قال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) سورة النحل: آية 89 .

أسماء القرآن

للقرآن
الكريم أسماء كثيرة أوصلها البعض إلى نيف وتسعين اسما، اعتماداً على
إطلاقات وصفات وردت في بعض الآيات كلفظ ( كريم ) في قوله تعالى:
إنه لقرآن كريم ) سورة الواقعة: آية 77 ولفظ مبارك في قوله تعالى: (وهذا ذكر مبارك أنزلناه ) سورة الأنبياء: آية 50 لكن المشهور من أسمائه على الترتيب:- القرآن – الفرقان – الكتاب – الذكر – التنزيل. ومن أسماؤه وأوصافه:


1-القرآن:إشارة إلى حفظه في الصدر: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء: 9] .

2-الكتاب:إشارة إلى كتابته في السطور: { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ } [البقرة:1-2 ]

3-الذكر: في قوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر: 9 ] .

4-الفرقان: إشارة إلى أنه يفرق بين الحق والباطل: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } [ الفرقان: 1] .

أما أوصافه :

1-هدى: في قوله تعالى: { هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ } [ لقمان: 3 ].

2-نور: في قوله تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [ النساء: 174 ].

3- شفاء: في قوله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ } [ الإسراء: 82].

4- حكمة: في قوله تعالى: { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } [ القمر : 5] .

5- موعظة: في قوله تعالى: { قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ } [ يونس: 57] .

6- وحي: في قوله تعالى: { إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ } [ الأنبياء : 45] .

وهناك خمس وخمسون اسماً للقرآن . راجع: البرهان في علوم القرآن " للزركشي"

نشأة علوم القرآن وتطوره

استمر
الصحابة رضوان الله عليهم – يتناقلون معاني القرآن الكريم وتفسير بعض
آياته على تفاوت فيما بينهم، لتفاوت قدرتهم على الفهم، وتفاوت ملازمتهم
لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وتناقل عنهم ذلك تلاميذهم من
التابعين. وما روى عن الصحابة والتابعين يتناول:

علم
التفسير، وعلم غريب القرآن، وعلم الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه،
إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن الكريم. ويطلق على هذه العلوم
( علوم القرآن ).

ولقد
ظلت علوم القرآن تروى بالتلقين والمشافهة على عهد رسول الله – صلى الله
عليه وسلم -، ثم على عهد أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -.

وفي
خلافة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بدأ اختلاط العرب بالأعاجم،
فاقتضت الدواعي جمع المسلمين على مصحف واحد فتم ذلك، واجتمعوا على مصحف
إمام حيث نسخ منه عدة مصاحف للأمصار، وأمر الخليفة عثمان – وباتفاق - مع
الصحابة حرق كل ماعداها دفعاً للخلاف والفتنة.

ويمكن
القول: أن الممهدين لعلم التفسير هم الخلفاء الأربعة، وابن عباس، وابن
مسعود، وزيد بن ثابت، وأبيّ بن كعب، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن
الزبير. وكلهم من الصحابة –رضوان الله عليهم – ومما تجدر الإشارة إليه أن
ما روى عنهم لا يتضمن تفسيراً كاملاً للقرآن، وإنما يقتصر على معاني بعض
الآيات، بتفسير غامضها وتوضيح مجملها.

ثم
جاء دور التابعين حيث اشتهر منهم جماعة أخذوا عن الصحابة واجتهدوا في
تفسير بعض الآيات وعلى رأسهم: مجاهد بن جبر المكي، وعطاء بن يسار، وسعيد
بن جبير، والحسن البصري، وزيد بن أسلم وعنه أخذ ابنه عبد الرحمن وغيرهم.
وهؤلاء جميعاً هم الواضعون لما نسميه علم التفسير، وعلم أسباب النزول وعلم
المكي والمدني وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم غريب القرآن.

وفي
القرن الثاني الهجري جاء عصر التدوين فألفت كتب في أنواع علوم القرآن
وفي مقدمتها التفسير باعتباره أم العلوم القرآنية لما فيه من التعرض لها
في كثير من المناسبات عند شرح الكتاب العزيز .


أول من كتب في التفسير

يعتبر
شعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح أول من كتبوا في
التفسير، وكانت تفاسيرهم جامعة لأقوال الصحابة والتابعين. وهم من علماء
القرن الثاني الهجري.

ثم تلاهم ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310ه ويعتبر تفسيره من أجل التفاسير وأعظمها.
وإلى
جانب هذا التفسير المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة
والتابعين – رضي الله عنهم – نشأ التفسير بالرأي حيث فسر القرآن الكريم
كله.

أما علوم القرآن
الأخرى ففي مقدمة المؤلفين فيها علي بن المديني شيخ البخاري، إذ ألف في
أسباب النزول، وأبو عبيد القاسم بن سلام إذ كتب في الناسخ والمنسوخ.
وكلاهما من علماء القرن الثالث الهجري. ثم تتابع العلماء في التأليف.

ويرى بعض الباحثين: أن اصطلاح (علوم القرآن ) بالمعنى
الجامع الشامل لم يبدأ ظهوره إلا بكتاب البرهان في علوم القرآن لمؤلفه
علي بن إبراهيم بن سعيد المشهور بالجوفي والمتوفى سنة 430ه، ويقع هذا
الكتاب في ثلاثين مجلداً.

ثم تتابع العلماء من بعده حتى عصرنا الحاضر يكتبون ويؤلفون في هذا الفن خدمة للقرآن الكريم.
ومن أهمهم وأشهرهم ابن الجوزي المتوفى
سنة 597ه الذي ألف كتابه ( فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن )، ثم بدر
الدين الزركشي المتوفى سنة 824هـ ألف كتابه ( البرهان في علوم القرآن )،
ثم جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911ه ألف كتابه المشهور (الإتقان في
علوم القرآن ) .

ولم
يكن نصيب علوم القرآن من التأليف في هذا العصر أقل من العلوم الأخرى،
فقد أقبل كثير من العلماء على تصنيف الكتب حول القرآن وتاريخه وعلومه،
واتجهوا اتجاهاً سديداً في معالجة الموضوعات القرآنية بأسلوب العصر أمثال
مصطفى صادق الرافعي في كتابه إعجاز القرآن، والشيخ محمد العظيم الزر قاني
في كتابه مناهل العرفان في علوم القرآن، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى لا
يتسع المجال إلى ذكرها.


تنزلات القرآن

إن
القرآن الكريم هو دستور الحياة الدنيوية والأخروية، شرعه الله تعالى
لصالحها، وكان لا بد من واسطة تقوم بإبلاغ هذا الدستور، حتى يؤتي ثماره،
إذ من غير الممكن أن يبلغ الله هذا الدستور مباشرة لكل فرد فرد، وكان من
الممكن أن يتلقى الرسول – صلى الله عليه وسلم – القرآن عن ربه مرة واحدة،
ودون واسطة، كما تلقى موسى – عليه السلام – ألواح التوراة. وكان من
الممكن أن ينزل القرآن الكريم من الله تعالى على جبريل – عليه السلام –
لينزل به على محمد – صلى الله عليه وسلم – دون مراحل لهذا الإنزال.

لكن الثابت أن للقرآن الكريم تنزلات ثلاثة هي:

الأول:نزوله
إلى اللوح المحفوظ، بمعنى إثباته فيه من غير نظر إلى علو وسفل. وكان هذا
الإثبات والوجود في اللوح المحفوظ بطريقة وفي وقت لا يعلمهما إلا الله
تعالى ومن أطلعه على غيبه. وكان جملة لا مفرقاً. والدليل على ذلك قوله
تعالى : {
بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ
}سورة البروج: آية 21، 22. وحكمة هذا النزول تعود إلى الحكمة من وجود
اللوح نفسه، فإنه السجل الجامع لما كان وما سيكون إلى يوم القيامة.

الثاني: نزوله من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، والدليل على ذلك قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر )
سورة القدر: آية 1. وقد جاءت الأخبار الصحيحة مبينة لمكان هذا النزول
وأنه في بيت العزة من السماء الدنيا، كما تدل الروايات عن ابن عباس – رضي
الله عنهما – منها على سبيل المثال: ما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن
عباس -رضي الله عنهما – قال:

(
أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله
ينزله على رسوله – صلى الله عليه وسلم – بعضه في إثر بعض )

الثالث: نزول جبريل – عليه السلام – به على النبي – صلى الله عليه وسلم – منجماً في نيف وعشرين سنة . والدليل على ذلك: قوله تعالى : { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين }
سورة الشعراء: آية 193 – 194 ). والنزول تفخيم شأن القرآن الكريم، وشأن
من أنزل عليه، فإن في تعدد النزول تأكيداً للثقة فيه ومبالغة في نفي الشك
عنه.

والذي يجب الجزم والقطع به: أن جبريل عليه – عليه السلام
نزل بألفاظ القرآن الكريم جميعها من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة
الناس، وتلك الألفاظ هي كلام الله وحده لا دخل لجبريل ولا لمحمد – عليهما
السلام – في إنشائها ولا في ترتيبها، فا لألفاظ التي نقرؤها ونكتبها هي
من عند الله تعالى.

وليس
لجبريل – عليه السلام – في هذا القرآن سوى إيصاله وحكايته للرسول – صلى
الله عليه وسلم – كما أنه ليس للرسول –صلى الله عليه وسلم – سوى وعيه
وحفظه وتبليغه، ثم بيانه وتفسيره، ثم تطبيقه وتنفيذه.

ولقد نسب الله القرآن إلى نفسه في عدة آيات منها:{ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءانَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } [ النمل: 6]. وقوله تعالى: { وَإِنْ أَحَدُُ مِّنَ الْمُشْرِكيَن اسْتَجَارِكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله } [التوبة :6].

ولعل حكمة نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تكمن في :

أ- تفخيم أمر القرآن وأمر من نزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم.
ب- سر يرجع لإعجاز القرآن، في ترتيب القرآن في النزول، ثم ترتيبه في المصحف، حيث ينظره جبريل في سماء الدنيا وهو على ترتيب المصحف، ثم ينزل بآياته تباعاً على حسب الحوادث، فتوضع كل آية مكانها في المصحف وفق الترتيب في اللوح المحفوظ .

وأما حكمة نزول القرآن منجماً من السماء الدنيا :

أ‌- تثبت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه: كما قال تعالى: { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } . [ الفرقان: 32] . فقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوم جفاة، شديدة عداوتهم، كما قال تعالى: { وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمَاً لُّدّاً }
[ مريم: 97]. وكانوا لا يكادون ينتهون من حملة أو مكيدة حتى يشرعوا في
تدبير أخرى مثلها أو أشد منها، فكانت تنزلات القرآن بين الفينة والأخرى
تواسيه وتسليه، وتشد أزره وعزيمته على تحمل الشدائد والمكارة .

ب‌- مواجهة ما يطرأ من أمور أو حوادث تمس الدعوة: كما قال تعالى:{ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }
[ الفرقان: 33] وهذه حكمة جليلة لها أثرها البالغ في نجاح الدعوة،
لمواجهة الوحي نفسه للطوارىء والملمات، ومن أهم ذلك ما يثيره المبطلون من
الاعتراضات أو الشبهات، وهو الأصل الذي صرحت به الآية الكريمة : أي لا
يأتونك بسؤال عجيب أو شبهة يعارضون بها القرآن بباطلهم العجيب إلا جئناهم
بما هو الحق في نفس الأمر الدامغ لباطلهم، وهو أحسن بياناً وأوضح، وأحسن
كشفاً لما بعثت له.

ج- تعهد
هذه الأمة التي أنزل عليها القرآن: وذلك لصياغتها على النهج الإسلامي
القرآني علماً وعملاً، وفكراً واعتقاداً وسلوكاً، تخلقاً وعرفاً. كما قال
تعالى:{
وَقُرءاناً فَرَقنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ }
[ الإسراء: 106]. ومن مظاهر هذا الجانب أنهم كانوا قوماً أميين لا
يحسنون القراءة والكتابة، فكانت الذاكرة عمدتهم الرئيسية، فلو نزل القرآن
جملة واحدة لعجزوا عن حفظه.

د-التحدي والإعجاز.
هـ- تربية للرسول صلى الله عليه وسلم وتصبيره على أذى المشركين، وتثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين.

تنجيم القرآن الكريم

نزل
القرآن الكريم مفرقاً حسب الوقائع والحوادث ومقتضيات الأحوال ، ويسمي
العلماء القطعة التي نزلت دفعة واحدة نجماً ، كأنهم ينزهون القرآن عن لفظ
التقطيع والتفريق ، ويشبهون أجزاءه بالنجوم ، من حيث إن كل نجم له
استقلاله ، في الوقت الذي هو فيه جزء من مجموعة الكواكب .

قال الإمام السيوطي:
الذي أستقرئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها أن القرآن كان ينزل بحسب الحاجة
خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل، وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك
جملة، وصح نزول ( غير أولي الضرر ) وحدها وهي بعض آية. وهذا التنجيم خاص بالقرآن الكريم من بين سائر الكتب السماوية.

وأما حكم التنجيم، فلتنجيم القرآن الكريم
– أي لنزوله مفرقاً على دفعات – حكم كثيرة بعضها يتصل بشخص الرسول – صلى
الله عليه وسلم – وبعضها يتصل بالأمة، وبعضها يتصل بالنص القرآني نفسه
أهمها فضلاً عما بيناه آنفاً:

1. تثبيت فؤاد النبي – صلى الله عليه وسلم – والدليل على ذلك قوله تعالى: { وقال
الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك
ورتلناه ترتيلاً. ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً
} سورة الفرقان: آية 32- 33.

2.تيسير حفظ القرآن الكريم على النبي – صلى الله عليه وسلم – وعلى أمته. والدليل على ذلك قوله تعالى: { وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً } سورة الإسراء: آية 106
3. التدرج
بالأمة في تخليهم عن الرذائل، وتحليهم بالفضائل، والترقي بهم في
التشريعات، فلو أنهم أمروا بكل الواجبات ونهوا عن جميع المنكرات دفعة
واحدة لصعب عليهم.

4.مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتنوعها فكلما جد جديد نزل من القرآن ما يناسبه، وفصل الله لهم من أحكامه ما يوافقه.
5. تثبيت
قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين، بسبب ما كان يقصه القرآن
الكريم عليهم من قصص الأنبياء والمرسلين، وأخبار الأمم السابقة، وبيان
سنة الله فيهم.

6. الإشارة
إلى مصدر القرآن وأنه كلام الله وحده وأنه تنزيل من حكيم حميد، فإن
القرآن - رغم نزوله مفرقاً - مترابط أقوى ترابط كأنه عقد تم نظمه بدقة
وإحكام تفوق قوى البشر. قال تعالى: {
كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير
} سورة: هود آية 1 . ولو كان هذا القرآن من كلام البشر وقيل في مناسبات
متعددة ووقائع متتالية وأحداث متعاقبة، لوقع فيه التفكك والانفصام
والتعارض وعدم الانسجام. قال تعالى: {
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } سورة النساء: آية 82.

7. التحدي
والإعجاز ولما عجب المشركون من نزول القرآن منجماً بين الله لهم الحق في
ذلك، فإن تحديهم به مفرقاً مع عجزهم عن الإتيان بمثله أدخل في الإعجاز،
وأبلغ في الحجة من أن ينزل جملة ويقال لهم: جيئوا بمثله.


أول ما نزل من القرآن الكريم وآخر ما نزل منه

أصح الآراء في هذا الموضوع أن أول مانزل من القرآن الكريم على الإطلاق هو صدر سورة العلق { اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم } آية 1- 5.
والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم وغير هما عن عائشة – رضي الله عنها – قالت:

( أول ما بدئ به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الوحي الرؤيا
الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه
الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود

لذلك ثم يرجع إلى خديجة - رضي الله عنها – فتزوده لمثلها حتى فاجأه الحق
وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، قال رسول الله – صلى الله
عليه وسلم -: فقلت ما أنا بقارئ، فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم
أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد
ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ، فغطني الثالثة حتى بلغ مني
الجهد ثم أرسلني، فقال: (
اقرأ باسم ربك الذي خلق )... الحديث. ( مالم يعلم ) فرجع بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ترجف بوادره ).... الحديث .

التحنث:
التعبد، وأصله ترك الحنث، أي الذنب، وغطني: أي ضمني ضماً شديداً، حتى
كان لي غطيط، وهو صوت من حبست أنفاسه بما يشبه الخنق، والجهد: - بفتح
الجيم – يطلق على المشقة وعلى الوسع والطاقة، وبضمها: يطلق على الوسع
والطاقة لا غيره
.

وأصح الآراء في آخر ما نزل من القرآن الكريم على الإطلاق قوله تعالى: { واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون .....} البقرة: آية 281 لما رواه النسائي وغيره عن ابن عباس وسعيد بن جبير: آخر شيء نزل من القرآن: { واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله...} الآية . فقد روى أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاش بعد نزولها تسع ليال ثم مات.
وقيل: إن آخر ما نزل هو قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين } سورة البقرة: آية 278 لما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا.
وقيل: إن آخر ما نزل قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه....} سورة البقرة: آية 282 لما روى عن سعيد بن المسيب: أنه بلغه أن أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدين.
وجمع
بين هذه الآراء الثلاثة بأنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف،
لأنها في قصة واحدة، فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر ما نزل والكل صحيح.

أي إن :

1-أول ما نزل قوله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [ العلق:1]. وهذا هو الصحيح.
2- آخر ما نزل: قوله تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ } [ البقرة:281] وهذا أقوى الآراء وأرجحها في آخر ما نزل من القرآن مطلقاً.
3- الأوائل والأواخر المخصوصة :

الأوائل المخصوصة :

أ- أول سورة نزلت بتمامها سورة الفاتحة .
ب- أول ما نزل في تشريع الجهاد: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ...} [الحج: 39] .
جـ- أول ما نزل في تحريم الخمر: { يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ...} [البقرة: 219] .
د- أول ما نزل في الأطعمة: { قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا...} [الأنعام: 145] .

-الأواخر المخصوصة :

أ - آخر ما نزل يذكر النساء خاصة: { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى...}
[آل عمران: 195].
ب- آخر ما نزل في المواريث: { يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ...} [النساء: 176] .
جـ - آخر سورة نزلت بتمامها: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } [النصر:1] .
المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران 2288020482
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://the2.ahlamontada.com
الزعيم
المدير العام

الزعيم


الرتبة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Help_r10
الدولة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران 110
الجنس : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران I_icon_gender_male
عدد الرسائل : 288
العمر : 32
معدل النشاط : 4426
التقييم : 2929
تاريخ التسجيل : 12/01/2009
الاوسمة : وسام التميز

المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران   المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 1:52 pm


المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم

الجزء الثاني

الوحي

أ - تعريفه: لغة: الإعلام في خفاء بسرعة، تقول: أوحيت إلى فلان إذا كلمته خفاء . ومن معناه اللغوي
• الإلهام الفطري للإنسان، كالوحي إلى أم موسى. قال تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ }[اقصص:7]
• الإلهام الغريزي للحيوان، كالوحي إلى النَّحل . قال تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } [النحل: 68].
• الإشارة السريعة على سبيل الرمز والإيحاء. قال تعالى عن زكريا: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } [مريم: 11].
• وسوسة الشيطان وتزيينه الشرَّ في نفس الإنسان. قال تعالى: { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ } [ الأنعام: 121].
• أمر الله إلى الملائكة في قوله تعالى:{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا } [ الأنفال: 12].
وأما شرعاً:هو كلام الله المنزل على نبي من أنبيائه بطريقة خفية سريعة، غير معتادة للبشر.
وأما كيفية وحي الله تعالى إلى رسله فهو على عدة أشكال:

1-بواسطة جبريل عليه السلام
2-بغير واسطة

أ-مثل الرؤيا الصالحة في المنام.
عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدىء به صلى الله عليه وسلم الرؤيا
الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. (فتح الباري
شرح صحيح البخاري، رقم : 3 ).

ب- التكليم الإلهي من وراء حجاب يقظة . قال تعالى: { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [النساء: 164].
جـ- التكليم ليلة الإسراء والمعراج مباشرة بلا واسطة [ فتح الباري 1/19].

3- الدليل للحالة (أ) و (ب): { وَمَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ
وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ
إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ
} [الشورى: 51].


جـ- كيفية نزول جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم.

الحالة الأولى: يأتيه
مثل صلصلة الجرس - هو في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض ، ثم أطلق
على كل صوت له طنين كما جاء في [ فتح الباري 1/20 ] -، وهو أشده على
الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن هذه الحالة: انسلاخ من البشرية الجسمانية
واتصال بالملكية الروحانية.

الحالة الثانية: أن
يتمثل له الملك رجلاً، ويأتيه في صورة بشر، فإن جبريل عليه السلام قد
تمثل في صور كثيرة ، منها : في صورة دِحية الكلبي ، وصورة أعرابي كما ذكرت
ذلك كتب السير والسنن ومنها ما جاء في [ فتح الباري 1/19 بتصرف ]. وهذه
الحالة أخف على الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنها عكس الحالة الأولى، فهي
الملك من الروحانية المحضة إلى البشرية الجسمانية

دليل الحالتين: روت
السيدة عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال: رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليَّ فَيَفْصم عني
(أي يقطع ويتجلى ما يغشاني ) وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي
الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول. [فتح الباري شرح صحيح البخاري رقم: 2] .

الحالة الثالثة: النفث في الرُّوْع (أي الإلقاء في القلب والخاطر). ودليل هذا ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
" أن روح القدس نفث في رُوْعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجَلها، وتستوعب رزقها …"
الحالة الرابعة: دوي
النَّحْل(صوت النحل). ودليل هذا ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب: كان إذا
نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ يُسمَع عند وجهه دويٌ كدوي
النَّحْل …


د- آثار الوحي ومظاهره على النبي صلى الله عليه وسلم .

عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } [ القيامة: 16]، قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه… فأنزل الله عز وجل: { لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }
[القيامة: 16-17] قال: جمعه لك في صدرك. فكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى
الله عليه وسلم كما كان قرأ.


ومن
آثار الوحي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي سُمع عند
وجهه دويٌّ كدوي النحل. ومنها أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل
عليه الوحي ثقل جسمه حتى يكاد يرضّ فخذه فخذ الجالس إلى جنبه.


عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه:
{ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [ النساء: 95].
فجاء
ابن مكتوم وهو يُمِلُّها عليّ، قال: يا رسول الله. والله لو أستطيع
الجهاد لجاهدت-وكان أعمى فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه
على فخذي، فثقلت عليَّ حتى خفت أن ترضّ فخذي، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل الله: {
غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ } [النساء: 95 ].(البخاري 2677)

ومنها
أنه صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي بركت به راحلته. عن عائشة
رضي الله عنها قالت:إن كان يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
على راحلته فتضرب، بِجِرانها ( الجِران : باطن عنق الناقة). رواه الإمام
أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه.

وأما
كيفية أخذ جبريل القرآن الكريم، فمن الأقوال المشهورة في هذا الموضوع:
أن جبريل كان يحفظه من اللوح وينزل به إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم
-، وقيل: إن جبريل تلقى القرآن من الله سماعاً ونزل بما سمع.


أما كيفية أخذ – الرسول – صلى الله عليه وسلم – القرآن من جبريل: فقد أخذ الرسول – صلى الله عليه وسلم – القرآن من جبريل بطريقتين هما:

الأول: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان ينخلع من صورة البشرية إلى صورة الملكية فيأخذه.

الثاني:
أن جبريل كان ينخلع من الملكية إلى البشرية حتى يأخذه الرسول منه،
والأول أصعب الحالين. فأحياناً كان الملك يأتي في مثل صلصلة الجرس فيغط
الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويتغير لونه ويشتد عرقه حتى ينحدر منه في
اليوم الشديد البرد. وهذه الحالة كانت أشد حالات الوحي عليه. وهاتان الحالتان وردتا في الحديث الصحيح
الذي رواه البخاري عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أن الحارث بن
هشام – رضي الله عنه – سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ( يا
رسول الله.. كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ، فيفصم عني وقد وعيت عنه
ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول ) (صحيح
البخاري) .


وابتدأ إنزال القرآن الكريم
على الرسول – صلى الله عليه وسلم – بابتداء بعثته في سن الأربعين على
الأصح، وانتهى إنزاله بقرب انتهاء حياته، فتكون المدة التي نزل فيها
القرآن الكريم نحو ثلاث وعشرين سنة، ثلاث عشرة منها بمكة وعشر بالمدينة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://the2.ahlamontada.com
الزعيم
المدير العام

الزعيم


الرتبة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Help_r10
الدولة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران 110
الجنس : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران I_icon_gender_male
عدد الرسائل : 288
العمر : 32
معدل النشاط : 4426
التقييم : 2929
تاريخ التسجيل : 12/01/2009
الاوسمة : وسام التميز

المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران   المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 1:56 pm


المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم
الجزء الثالث

مصطلحات ومعاني في علوم القرآن الكريم

1. النص: هو
في اللغة الظهور والارتفاع, وفي الاصطلاح هو ما دل على معنى واحد لا
يحتمل غيره (أنظر القاموس 2/319, والتعريفات للجرجاني 126, وشرح التنقيح
للقرافي ص36, وانظر أمالي الدلالات للشيخ عبد الله بن بيه ص83). ومثاله
قوله تعالى { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }, (الاخلاص:1), وقوله تعالى {.... فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ .... }(البقرة: من الآية196) –أنظر الرسالة للإمام الشافعي فقرة 56,98-.

2. الظاهر:
الواضح البارز, وفي الاصطلاح هو المعنى الذي يسبق إلى فهم السامع من
المعاني التي يحتملها اللفظ (أنظر لسان العرب لابن منظور 4/523, والتعريفات
للجرجاني 143, وسلاسل الذهب للزركشي بتحقيق الدكتور محمد المختار بن
محمد الأمين ص196). وكمثال (الأسد) لأنه متردد بين الرجل الشجاع والحيوان
المفترس, ولا أنه في الأخير أرجح وأقرب. ولاشتراك النص والظاهر في
الظهور والانكشاف لغة, وقع الخلاف بينهما اصطلاحاً, والفرق بينهما أن
النص يدل على غاية الظهور, بينما الظاهر يدل على مطلق الظهور.

يقول
عبد الله بن بيه في كتابه (أمالي الدلالات ص90) ما نصه: ( إن الإظهار
المتعدي أقوى من الظهور اللازم, والنص من الأول والظاهر من الثاني, فالأول
أعم من الثاني ويدل على أقصى غاية الظهور ومنتهاه, والظاهر يدل على مطلق
الظهور).

3- المؤول: من آل يؤول, تقول آل الأمر إلى كذا إذا رجع إليه, ومنه قوله تعالى : { ....َأَمَّا
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ
ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
الْأَلْبَابِ
} (آل عمران: من الآية7), أي طلب ما يرجع إليه
معناه. وفي الاصطلاح هو إخراج اللفظ عن ظاهره إلى وجه مرجوح يحتمله لدليل
و قرينة أو قياس (أنظر التعريفات للجرجاني ص28, وتقريب الأصول إلى علم
الأصول ص162). وهذا التأويل إن كان قوياً فهو الصحيح, وإن كان ضعيفاً فهو
الفاسد, وهذا يعني أن ليس كل تأويل مقبول. وكمثل على التأويل الصحيح حمل
قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَ
عْبَيْنِ ..} (المائدة:من الآية6) على أنها تعني العزم على القيام إليها كما في نظيرها وهو قوله تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }
(النحل:98). وكذلك حمل الجار الوارد في حديث (الجار أحق بصقبه) على
الجار المشارك لحديث (إذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفاعة).

4- المنطوق: لغة اسم مفعول وهو الملفوظ,
واصطلاحاً ما دل عليه اللفظ في محل النطق (أنظر نشر البنود على مراقي
السعود 1/89). ومثاله الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري – 3/298- ومسلم
–4/213- : (الولاء لمن أعتق), فمنطوقه إثبات الولاء للمعتق, ولا خلاف بين
أهل العلم في الاحتجاج بالمنطوق (أنظر شرح الكوكب المنير 3/473, إرشاد
الفحول للشوكاني ص178).

5- المفهوم: لغة اسم مفعول من الفهم, واصطلاحاً ما دل على اللفظ في غير محل النطق, ويقسم إلى:
مفهوم موافقة: وهو إثبات حكم المنطوق به للمسكوت عنه, وينقسم إلى
نوعين أولهما ما يعرف بـ (الأولى من المنطوق) مثل قوله تعالى {... فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا...
} (الإسراء: من الآية23), فالنهي عن الضرب المفهوم أولى من النهي عن
التأفيف المنطوق. أما الآخر فهو المساوي مثل مساواة إتلاف مال اليتيم
بأكله أو حرقه المنهي عنه في قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } (النساء:10) , وهو حجة وإن وقع الخلاف في تسميته (أنظر شرح الكوكب المنير 3/483, إرشاد الفحول للشوكاني ص179-183).

مفهوم المخالفة: ويطلق عليه المفهوم
غالباً, وهو إثبات نقيض حكم المنطوق به للمسكوت عنه (مذكرة الشيخ محمد
أمين الشقنقيطي ص237, وإرشاد الفحول ص179, تقريب الأصول ص169), وهو حجة
عند جمهور العلماء على خلاف في ترتيبه, وهو عشرة أنواع:

- مفهوم العلة نحو (ما أسكر فهو حرام), أنظر البخاري 3/223.
- مفهوم الصفة نحو (في سائمة الغنم الزكاة) أنظر البخاري 1/253.
- مفهوم الشرط نحو قوله تعالى: {... وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ... } (الطلاق: من الآية6).
- مفهوم الاستثناء نحو قوله تعالى: { وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ
إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ
} (العنكبوت:14) .

- مفهوم الغاية نحو قوله تعالى: {.... ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل..} (البقرة: من الآية187).
- مفهوم الحصر ومثاله الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم: (إنما الولاء لمن أعتق), وهو أقواها.
- مفهوم الزمان نحو قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً } (المزمل:2) .
- مفهوم المكان نحو قوله تعالى: {.... وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ... } (البقرة: من الآية187).
- مفهوم العدد نحو قوله تعالى: {... فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ....} (النور: من الآية4).
- مفهوم اللقب نحو (في الغنم زكاة), وهو أضعفها, وهو تعليق الحكم على أسماء الذوات.
على أن ترتيب وتفصيل هذه الأنواع قد يختلف في مصادر أخرى وله شروط وقرائن .
6- العام: هو الشامل, وفي الاصطلاح, هو
اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له دفعة بلا حصر (القاموس 4/194, سلاسل
الذهب للزركشي, ص150). وأدوات العموم هي: ( كل, جميع, أجمع والمعرف
بالألف التي هي للجنس, وكذلك اسم الجمع مثل القوم, الرهط). والنكرة في
سياق النفي كقوله تعالى: { ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً
لِلْمُتَّقِينَ } , (البقرة:2). وفي سياق النهي كقوله تعالى: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً } (الإنسان:24) . أو في سياق الشرط مثل قوله تعالى: { وَإِنْ
أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ
كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا
يَعْلَمُونَ
} (التوبة:6). أو في سياق الامتنان مثل قوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً },
(الفرقان:48) . (راجع تقريب الأصول, ص 138-139, والمذكرة ص204-207).
الأسماء الموصولة مثل (الذي, التي, وثنيهما وجمعهما, من, ما, أي, متى في
الزمان, أين وحيث في المكان, مهما).. (أنظر إرشاد الفحول للشوكاني ص115,
والمذكرة ص205).

7- الخاص:
لغة ضد العام, واصطلاحاً هو قصر العام على بعض أفراده لدليل, والتخصيص هو
جعل الشيء خاصاً, وعرف اصطلاحاً بأنه: إخراج بعض ما يتناوله للفظ من
الحكم بما يدل على ذلك قبل العمل به (راجع البرهان 1/400).. والمخصص هو
الدليل الذي يتم به ذلك (شرح الكوكب المنير 3/277, بيان المختصر شرح مختصر
بن الحاجب 2/236)..
ومخصصات العموم نوعان:

أ- متصلة وهي:
أولاً:الاستثناء, ومثاله قوله تعالى:{ وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً
أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ
بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
}, (النور:4-5).

ثانياً: الشرط, مثاله قوله تعالى:{ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ }(النساء:من الآية11).
ثالثاً: الصفة, ومثاله قوله تعالى: {....مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ.... } , (النساء: من الآية25) .
رابعاً: الغاية, مثل قوله تعالى: {.. وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ.. } (البقرة: من الآية222) .
ب- منفصلة وهي:
أولاً: العقل: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }, (الزمر:62).
ثانياً: الحس, وهو الدليل المأخوذ من الحواس.
ثالثاً: منطوق الكتاب, كقوله تعالى: { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ...}, (البقرة: من الآية228). حيث خص بعمومه بقوله تعالى: {.. وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُن..} , (الطلاق: من الآية4).
رابعاً: مفهوم الكتاب, كمفهوم قوله تعالى:{... فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ...},
(الإسراء: من الآية23). وهو منع حبس الوالد في الدين, فيكون مخصصاً
لقوله صلى الله عليه وسلم : (لي الوالد ظلم يحل عرضه وعقوبته).

خامساً: منطوق السنة, مثل قوله صلى الله عليه وسلم (ليس فيما دون خمس أوسق صدقة), فإنه مخصص لقوله صلى الله عليه وسلم (فيما سقت السماء العشر).
سادساً: فعل النبي صلى الله عليه وسلم: مثل ما ثبت من أنه كان يأمر بعض نسائه أن تشد إزارها ثم يباشرها وهي حائض, فعلم أن هذا مخصص لقوله تعالى: {.. وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن.. }, (البقرة:من الآية222).
سابعاً: إقراره صلى الله عليه وسلم: مثل استبشاره بقول مجزز المدلجي (هذه الأقدام بعضها من بعض).
ثامناً: الإجماع على تحريم المملوكة إذا كانت أختاً من الرضاع, فيكون مخصصاً لقوله تعالى: {... أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ.. }, (النساء: من الآية3).
تاسعاً: القياس, مثل قياس العبد على الأمة في حد الزنا الوارد في قوله تعالى: {... فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَاب.. }, (النساء: من الآية25). فيكون هذا مخصص لقوله تعالى: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ... }, (النور: من الآية2)..
وهناك مخصصات وقع الخلاف فيها..( عن كتاب روضة الناظر ص127, والمذكرة ص218).
8- المطلق: مأخوذ من الإطلاق وهو الإرسال, وفي الاصطلاح: اللفظ المتناول لواحد لا بعينه باعتبار الحقيقة الشاملة لجنسه.
9- المقيد: المقيد لغة ضد المطلق, واصطلاحاً هو المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Frownاللفظ الدال على الماهية الموصوفة بأمر زائد عليها). مثالهما قوله تعالى: {.... وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَان ِ ..}(البقرة: من الآية282). فقوله تعالى (شهيدين) مطلق, قيده قوله تعالى: { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ..}(الطلاق: من الآية2).
10- المجمل: المجمل لغة المجموع من
قولهم: أجمل الحساب إذا جمعه, (اللسان 11/127), بيان المختصر 2/359), وفي
الاصطلاح هو : (ما لا يفهم المراد من لفظه, ويفتقر في بيانه إلى غيره),
(أنظر تقريب الوصول ص162, وبيان المختصر شرح مختصر ابن الحاجب 2/359).
مثاله القرء الوارد في قوله تعالى: { المُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ }(البقرة: من الآية228), لأنه متردد بين الحيض والطهر (أنظر شرح المختصر 2/362).

11-المبين: لغة الموضح, وفي الاصطلاح :
(إخراج الشيء من الإشكال إلى الوضوح والتجلي, (أنظر القاموس 4/204,
الرسالة للإمام الشافعي ص21 فقرة 53 فما بعد, تقريب الأصول ص163). مثاله
قوله تعالى: {.... أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ
}, (الحجر: من الآية66), بعد قوله تعالى في بداية الآية {... } حيث أن
هذا الأمر كان مجملاً ثم بين بما بعده. وأكثر البيان وقوعاً البيان
بالقول, ومنه البيان بالفعل, وبالكتابة, وبالإشارة, وبالعقل, وبالحس,
(أنظر أمالي الدلالات ص 158).

12- الإفراد والاشتراك: مثل لفظ النكاح فإن جعل معناه مفرداً وهو الوطأ أرجح من جعله مشتركاً بينه وبين العقد, (أنظر نشر البنود على مراقي السعود 1/134).
13-التأصيل على الزيادة: التأصيل هو جعل الشيء ذا أصل, ومثال تقديم التأصيل على الزيادة قوله تعالى:{ لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ },
(البلد:1). قيل إن لا هنا زائدة, فيكون أصل الكلام (أقسم بهذا البلد,
وقيل أنها غير زائدة, فيكون التقرير:{لاأقسم بهذا البلد } نت لست فيه بل
لا يعظم ويصلح للقسم إلا إذا كنت فيه, وهذا أولى, (أنظر الجامع لأحكام
القرآن20/60). ثم إن القول بوجود زيادة في القرآن ولو بحرف مردود لعدة
أسباب بينها العلماء الأفاضل ومنهم الدكتور أحمد الكبيسي، فيكون معنى (لا)
هنا زيادة في التوكيد, والله أعلم.

14- الترتيب على التقديم والتأخير: مثل قوله تعالى: { والَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ..}
(المجادلة: من الآية3). فظاهره أنه لا تجب الكفارة إلا بالوصفين
المذكورين قبلهما وهما (الظهار) و(العود), وقيل فيهما تقديم وتأخير
وتقديره

( والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة ثم يعودون لما كانوا من قبل
الظهار, سالمين من الإثم بسبب الكفارة, وعليه فلا يكون العود شرطاً في
كفارة الظهار. (أنظر تقريب الوصول ص 176), فيقدم الترتيب على احتمال معنى
التقديم والتأخير.

15- التأسيس والتأكيد: مثاله قوله تعالى : { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
, (الرحمن:13). فقد كررت هذه الآية تأكيداً ومبالغة, وهذا على مقتضى
ظاهر اللفظ, ويلزم من ذلك أن تكون تكررت أكثر من ثلاث مرات, والتأكيد لا
يزيد على ثلاث مرات, (أنظر التسهيل 4/83, 84), فيحمل الآلاء في كل موطن
على ما تقدم قبل لفظ التكذيب, ويكون التكذيب ذكر باعتبار ما قبل ذلك
اللفظ خاصة, وعلى ذلك فلا تأكيد في السورة وإنما يعتبر كل لفظ تأسيس,
وكذا الحال فيما شابه ذلك في القرآن.(أنظر تقريب الوصول بتحقيق الدكتور
محمد المختار ص176 هامش 3, والجامع لأحكام القرآن 17/159-160).

16- البقاء على النسخ: مثال قوله تعالى: { قُلْ
لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ
إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ
خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ

.... }(الأنعام: من الآية145). فالحصر في الآية يقتضي إباحة ما عدا
المذكور, ومنه كل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير, وقد ثبت النهي عن
ذلك, فقيل إن هذا النهي ناسخ لإباحة ما زاد عن المذكور, وهو المفهوم من
الحصر. وقيل أن الآية ليس فيها نسخ, وإنما زيدت عليها محرمات أخرى
كالمنخنقة والموقوذة والمتردية وغيرها كما في قوله تعالى: { حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ
لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ
وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا
ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ
لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
} (المائدة:3), وعلى هذا أكثر أهل العلم. ونظيرتها نكاح المرأة على عمتها وخالتها, وهو زيادة على ما في قوله تعالى { وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ }
(النساء: من الآية24), ونحو ذلك. (أنظر الجامع لأحكام القرآن بتصرف
7/115-116). فالقول ببقاء الإباحة المفهوم من الحصر أولى من القول بنسخه,
وهكذا.

17- الحقيقة وترتيب الحقائق: الحقيقة في
اللغة هي ما قرأ في الاستعمال على أصل وضعه, والمجاز ضد ذلك, (اللسان
1/52). والحقيقة في الاصطلاح فهي اللفظ المستعمل في وضعه الأول في
الاصطلاح الذي به التخاطب, (التعريفات ص 89), وأما المجاز فهو لغةً
الجواز, واصطلاحاً هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أولاً, لمناسبة
بينهما مع قرينة صارفة عن المعنى الحقيقي. (أنظر اللسان 5/326, أساس
البلاغة ص69, التعريفات ص202- 203, تقريب الوصول ص133).

18- تقديم الحقيقة على المجاز: الحقيقة
مقدمة على المجاز, مثاله قول القائل رأيت أسداً), فإنه متردد بين الحيوان
المفترس والرجل الشجاع, فحمله على الحيوان المفترس مقدم على الرجل
الشجاع ما لم توجد قرينة صارفة. والحقيقة ثلاثة أنواع هي (شرعية, عرفية,
لغوية), والشرعية مقدمة على العرفية, وهذه مقدمة على اللغوية. يقول الشيخ
سيدي عبد الله في المراقي:

إن لــم يـــكــن فمـطلــق العــرفي * واللفــظ مـحــمول عــلى الشـرعي
بحث عن المجاز في الذي انتخب * فـاللغـوي على الجلي ولم يجــب
19-المتشابه: هو الذي يشبه بعضه بعضاً,
إما من وجهة اللفظ أو من وجهة المعنى (أنظر المفردات في غريب القرآن ص
254). وعرف بأنه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل مما استأثر الله تعالى
بعلمه دون خلقه, وذلك مثل وقت قيام الساعة وخروج يأجوج ومأجوج والدجال
ونزول سيدنا عيسى عليه السلام, ونحو الحروف المقطعة في أوائل السور.
(القرطبي 4/9-10, التعريفات للجرجاني ص 200).

20-الاسرائيليات: وهي القصص والأخبار المنسوبة لبني إسرائيل, وهي على ثلاثة أقسام:
1- ما علمنا صحته مما بأيدينا بما يشهد له بالصدق فذلك صحيح.
2- ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
3- ما هو مسكوت عنه, ولا نعلم صدقه من
كذبه فلا نؤمن به ولا نكذبه. (أنظر محاسن التأويل 1/40, الاسرائيليات
والموضوعات للشيخ أبي شهبة ص12, ابن كثير 1/Cool.

21- الظن: هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض. (أنظر التعريفات للجرجاني ص 144).
22- اليقين: هو العلم الذي لا شك معه,
وفي الاصطلاح: اعتقاد الشيء بأنه كذا مع اعتقاد أنه لا يمكن إلا كذا
مطابقاً للواقع غير ممكن الزوال, أو هو العلم الحاصل بعد الشك (أنظر
التعريفات للجرجاني ص 259).

23- الصحابة: جمع صحابي وهو من لقي
النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام. (أنظر الإصابة في
تمييز الصحابة لابن حجر ¼, مقدمة ابن الصلاح ص 146, الجامع لأحكام القرآن
للقرطبي 8/235).

24- التابعون: جمع تابعي وهو من صحب
الصحابي وحفظ عنهم الدين والسنن. (أنظر كتاب الثقات لابن حيان 4/3, مقدمة
ابن صلاح ص151, الجامع لأحكام القرآن 8/238-239).



المصادر
النص بالكامل مقتبس عن كتاب الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (تأريخه
وضوابطه), عبد الله بن عبد العزيز المصلح, ط/1, هيئة الإعجاز العلمي في
القرآن والسنة بمكة المكرمة, 1417هـ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://the2.ahlamontada.com
الزعيم
المدير العام

الزعيم


الرتبة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Help_r10
الدولة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران 110
الجنس : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران I_icon_gender_male
عدد الرسائل : 288
العمر : 32
معدل النشاط : 4426
التقييم : 2929
تاريخ التسجيل : 12/01/2009
الاوسمة : وسام التميز

المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران   المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 1:58 pm


المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم


الجزء الرابع


المكي والمدني والشتائي والصيفي

للعلماء في تعريف كل من المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة:

الأول: وهو
أدقها وأشهرها، أن الفرق بينهما بالزمن، فالمكي ما نزل قبل الهجرة.
والمدني ما نزل بعد الهجرة، وتحدد الهجرة بوصول النبي – صلى الله عليه
وسلم – المدينة، وعلى ذلك فما نزل بمكة عام الفتح، أو عام حجة الوداع، أو
بسفر من الأسفار بعد الهجرة هو من قبيل المدني.

الثاني: أن الفرق بينهما بالمكان، فالمكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة.
ويدخل في مكة ضواحيها، كمنى وعرفات والحديبية. ويدخل في المدينة ضواحيها كبدر وأحد.

ويضعف هذا الاصطلاح لزوم الواسطة، إذ يلزم عليه أن ما نزل بسفر من
الأسفار بعيداً عن مكة وضواحيها، وبعيداً عن المدينة وضواحيها لا يطلق
عليه مكي ولا مدني.


الثالث: أن الفرق بينهما بأسلوب القرآن، فالمكي ما وقع خطاباً لأهل مكة،
والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدني؛ وهذا الاصطلاح تلزمه الواسطة أيضاً
بصورة أكثر، فالآيات العامة التي ليست خطاباً لأهل مكة وحدهم، ولا لأهل
المدينة وحدهم لا تحصى.


مميزات وضوابط المكي والمدني:


وضع العلماء مميزات وضوابط للسور المكية والمدنية تسهل على المشتغل بعلوم
القرآن أن يفرق بينهما. أما المميزات وهي غالبية فقد قالوا: يمتاز المكي:

1 – بالعناية بإثبات الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء.
2 – بسرد أنباء الرسل وما لحقهم من الأذى، وأنباء أممهم وما نزل بهم من العقاب تسلية للنبي – صلى الله عليه وسلم -، ووعيداً للمكذبين.
3- بمعالجة عادات المشركين القبيحة كالقتل ووأد البنات واستباحة الأعراض وأكل مال اليتيم.
4 – وبالإيجاز في الخطاب وقصر الآيات وقصر السور.
ويمتاز المدني:
1 – بتفصيل أحكام الشريعة العملية في العبادات والمعاملات والحدود.
2 – بكشف حال المنافقين وهتك أستارهم وإنذارهم بالعذاب الشديد.
3 – بمجادلة أهل الكتاب في عقائدهم الفاسدة وإرشادهم إلى سماحة الإسلام.
4 – بالدعوة إلى الجهاد وبيان أحكامه.
5 – بالإطناب وطول الآيات وطول السور.
ضوابط المكي هي:
1 – كل سورة فيها سجدة فهي مكية.
2 – كل سورة فيها لفظ (كلا ) فهي مكية،
3 – كل سورة في أولها حروف التهجي فهي مكية سوى البقرة وآل عمران، فإنهما مدنيتان بالإجماع وفي سورة الرعد خلاف.
4 – كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم السابقة وقصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة.
ضوابط المدني هي:
1 – كل سورة فيها حدود وفرائض فهي مدنية.
2 – كل سورة فيها إذن بالجهاد وبيان أحكامه فهي مدنية.
3 – كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية سوى العنكبوت.
مميزاته:
1- بيان العبادات والمعاملات، والحدود، والجهاد، والسِّلْم، والحرب، ونظام الأسرة، وقواعد الحكم، ووسائل التشريع.
2- مخاطبة أهل الكتاب ودعوتهم إلى الإسلام.
3- الكشف عن سلوك المنافقين وبيان خطرهم على الدين.
4- طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرر قواعد التشريع وأهدافه ومراميه.
تلك
ضوابط المكي والمدني بالوصف، أما ضوابطه بالاسم فأحسن ما قيل فيها ما
نقله السيوطي عن أبي الحسن الحصار في كتابه الناسخ والمنسوخ حيث قال:
المدني باتفاق عشرون سورة، والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة، وما عدا ذلك مكي
باتفاق.

السور المدنية هي:
البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب،
محمد، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الجمعة،
المنافقون، الطلاق، التحريم، النصر.

وأن السور المختلف فيها اثنتا عشرة سورة هي: الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، التطفيف، القدر، البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، الناس.
وأن ما سوى ذلك مكي، وهو اثنتان وثمانون سورة، فيكون مجموع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة.

أمثلة للآيات المكية في سور مدنية وبالعكس

* آيات مكية في سور مدنية

1. سورة الأنفال كلها مدنية ما عدا قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ...} [الأنفال: 64].
2. سورة المجادلة كلها مدنية ما عدا قوله تعالى: { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ… }[المجادلة: 7].

* آيات مدنية في سور مكية

1. سورة يونس كلها مكية ما عدا قوله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ..} [يونس: 40]. وقوله: { فَإِنْ
كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ
يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ المُمْتَرِينَ * وَلا تَكُونَنَّ مِنْ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنْ الْخَاسِرِينَ
} الآيتين [94-95].

2. سورة الكهف مكية واستثنى من أولها إلى { جُرُزاً } [الكهف: 1-8]. وقوله: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ...} [الكهف: 28] و { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا...} إلى آخر السورة [الكهف: 107].

ما حمل من مكة إلى المدينة وبالعكس.

* ما حمل من مكة إلى المدينة:

أ‌- سورة " الأعلى " حملها مصعب بن عمير (1)وابن أم مكتوم (2)رضي الله عنهما
ب‌- سورة "يوسف" حملها عوف بن عفراء (3)في الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة .
ج - ثم حمل بعدها سورة " الإخلاص ".
هـ- ثم حمل بعدها من سورة الأعراف قوله تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ...} إلى آخر الآية [الأعراف: 158].

* ما حمل من المدينة إلى مكة:

أ‌- حملت آية الربا من المدينة إلى مكة، فقرأها عتاب بن أُسيد عليهم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا } [ البقرة: 278].
ب‌- سورة براءة
حملها أبو بكر الصديق رضي الله عنه في العام التاسع عندما كان أميراً
على الحج، فقرأها علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم النحر على الناس.

ج- قوله تعالى: { إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ ...} [النساء: 98]. إلى قوله { عَفُوًّا غَفُورًا } [ النساء: 99].

* ما حمل من المدينة إلى الحبشة

1- حمل من المدينة إلى الحبشة سورة مريم، فقد ثبت أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النَّجَاشي.
2- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جعفر بن أبي طالب بهذه الآيات إلى الحبشة { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ..} [آل عمران: 64] إلى قوله: { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ...} [آل عمران: 68].

معرفة المكي والمدني:

اعتمد العلماء في معرفة المكي والمدني على منهجين أساسيين: المنهج السماعي النقلي، والمنهج القياسي الاجتهادي.

ويقصد بالمنهج السماعي النقلي ما يستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة
الذين عاصروا الوحي، وشاهدوا نزوله، أو عن التابعين الذين تلقوا عن
الصحابة وسمعوا منهم كيفية النزول ومواقعه وأحداثه.

أما المنهج القياسي الاجتهادي فهو الذي يستند إلى خصائص المكي وخصائص المدني.
والنقل والعقل هما طريق المعرفة السليمة والتحقيق العلمي.

فوائد العلم بالمكي والمدني:


للعلم بالمكي والمدني فوائد أهمها: الاستعانة به في تفسير القرآن الكريم،
والاستفادة منها في أسلوب الدعوة إلى الله تعالى، والوقوف على السيرة
النبوية من خلال الآيات القرآنية.


المكي والمدني من السور على ترتيب النزول.


العلق، ن، المزمل، المدثر، الفاتحة، المسد، التكوير، الأعلى، الليل،
الفجر، الضحى، الشرح، العصر، العاديات، الكوثر، التكاثر، الماعون،
الكافرون، الفيل، الفلق، الناس، الإخلاص، النجم، عبس، القدر، الشمس،
البروج، التين، قريش، القارعة، القيامة، الهمزة، المرسلات، ق، البلد،
الطارق، القمر، ص، الأعراف، الجن، يس، الفرقان ، فاطر، مريم، طه،
الواقعة، الشعراء، طس النمل، القصص، الإسراء ، يونس، هود، يوسف، الحجر،
الأنعام، الصافات، لقمان، سبأ، الزمر، حم غافر، حم السجدة فصلت ، حم عسق
الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، الذاريات، الغاشية، الكهف،
النحل، نوح، إبراهيم، الأنبياء، المعارج، المؤمنين، السجدة، الطور،
الملك، الحاقة، سأل المعارج، النبأ، النازعات، الانفطار، الانشقاق،
الروم، العنكبوت، المطففين، البقرة، الأنفال، آل عمران، الأحزاب،
الممتحنة، النساء، الزلزلة، الحديد، القتال محمد، الرعد، الرحمن،
الإنسان، الطلاق، البينة، الحشر، النور، الحج، المنافقون، المجادلة،
الحجرات، التحريم، التغابن، الصف، الجمعة، الفتح، المائدة، براءة، النصر.


ما نزل في أماكن متعددة

1- ما نزل بالطائف: قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ...} [الفرقان: 45].
2- ما نزل ببيت المقدس: قوله تعالى: { وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } [ الزخرف : 45].
3- ما نزل بالحديبية: قوله تعالى: { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } [ الرعد: 30 ].

ما نزل صيفاً وشتاءً:

* من الآيات التي نزلت في الصيف:

أ- آية الكلالة: { يَسْتَفْتُونَكَ
قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ
لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا
الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالا وَنِسَاءً
فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ
تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
} [النساء: 176].

ب- قوله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...} [المائدة: 3].
جـ- قوله تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ..} [البقرة: 281].
د- قوله تعالى: { لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ ..} [ التوبة: 42].
هـ- قوله تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } [ التوبة : 65].
و- قوله تعالى: { وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ..} [التوبة: 81].

* من الآيات التي نزلت في الشتاء:

أ- الآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب، وهي قوله تعالى: { يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ
تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا
} من الآية 9 وحتى الآية 27.

ب- آيات الإفك: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إنها نزلت في يوم شات:
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } [النور:11-22].

*ما نزل بالجُحْفَة: قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ } [القصص: 85 ].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://the2.ahlamontada.com
الزعيم
المدير العام

الزعيم


الرتبة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Help_r10
الدولة : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران 110
الجنس : المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران I_icon_gender_male
عدد الرسائل : 288
العمر : 32
معدل النشاط : 4426
التقييم : 2929
تاريخ التسجيل : 12/01/2009
الاوسمة : وسام التميز

المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران   المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 1:59 pm


المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم

الجزء الخامس

أسباب النزول

أ- تعريف السبب:

لغة: الحبل. ثم استعمل لكل شيء يتوصل به إلى غيره.


شرعاً: ما يكون طريقاً للوصول إلى الحكم غير مؤثر فيه. مثاله: زوال الشمس
علامة لوجوب الصلاة، وطلوع الهلال علامة على وجوب صوم رمضان في قوله
تعالى: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة: 185].


ب-أسباب النزول:

1 - قسم نزل بدون سبب ، وهو أكثر القرآن.

2- قسم نزل مرتبط بسبب من الأسباب. ومن هذه الأسباب:

أ- حدوث واقعة معينة فينزل القرآن الكريم بشأنها:
عن ابن عباس قال: لما نزلت: { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ }
[ الشعراء: 214]. خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: يا
صباحاه، فاجتمعوا إليه فقال" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا
الجبل أكنتم مصدقي؟.." الحديث ، فقال أبو لهب تباً لك، إنما جمعتنا
لهذا، ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } [المسد: 1].


ب-أن يُسال الرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء، فينزل القرآن ببيان الحكم
مثال ذلك:
عن عبد الله قال: إني مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو
متكىء على عسيب، فمر بنا ناس من اليهود فقالوا: سلوه عن الروح، فقال
بعضهم: لا تسألوه فيستقبلكم بما تكرهون، فأتاه نفر منهم فقالوا له: يا أبا
القاسم ما تقول في الروح؟ فسكت، ثم قام، فأمسك وجهه بيده على جبهته،
فعرفت أنه ينزل عليه، فأنزل الله عليه: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا } [الإسراء: 85].


إن ترتيب القرآن في المصحف، ليس هوحسب ترتيبه في النزول، وإن آياته وسوره
إنما نزلت مفرقة حسب الوقائع والأحوال والمناسبات. ولا يعني هذا أن
يلتمس الباحث لكل آية سبباً، فإن القرآن الكريم نزل على قسمين: قسم نزل
ابتداءً بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام، وشرائع الله تعالى في حياة
الفرد وحياة الجماعة، وقسم نزل عقب حادثة أو سؤال. ولذا يعرف سبب النزول
بالآتي: هو ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه كحادثة أو سؤال.


مثال الحادثة: مارواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال: ( وأنذر عشيرتك الأقربين )
سورة الشعراء: آية 214. قالوا:بي- صلى الله عليه وسلم –حتى صعد الصفا،
فهتف: يا صباحاه، فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح
هذا الجبل أكنتم مصدقيّ ؟ فقاقام:ا جربنا عليك كذباً، قال: فإني نذير لكم
بين يديّ عذاب شديد، فقال أبو لهب: تباً لك، إنما جمعتنا لهذا ؟ ثم قام:
فنزلت هذه السورة: ( تبت يدا أبي لهب ٍ وتبّ ) سورة المسد: آية 1


مثال السؤال: أن
يسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم –عن شيء فيتنزل القرآن ببيان الحكم
فيه، كالذي كان من خولة بنت ثعلبة عندما ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت،
فذهبت تشتكي من ذلك، عن عائشة قالت: ( تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إني
لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول
الله – صلى الله عليه وسلم -، وهي تقول: يا رسول الله، أكل شبابي ونثرت
له بطني حتى إذا كبر سنّي وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك،
قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات: ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها...... ) الآيات من سورة المجادلة وهو أوس بن الصامت.

أخرجه ابن ماجة وابن أبي حاتم، والحاكم، وصححه، وابن مردويه، والبيهقي.
الحكمة والفوائد من أسباب النزول

1-الحكمة:

*- معرفة
وجه ما ينطوي عليه تشريع الحكم على التعيين لما فيه نفع المؤمنين وغير
المؤمنين، فالمؤمن يزداد إيماناً على إيمانه لما شاهده وعرف سبب نزوله،
والكافر إن كان منصفاً يبهره صدق هذه الرسالة الإلهية فيكون سبباً
لإسلامه، لأن ما نزل بسبب من الأسباب إنما يدل على عظمة المُنزل وصدق
المُنزَل عليه.


2-الفوائد:

أ- الاستعانة على فهم الآية وتفسيرها وإزالة الإشكال عنها، لما هو معلوم من الارتباط بين السبب والمسبب.
قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.
قال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
قال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.
وقد أشكل على مروان بن الحكم قوله تعالى: { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا...} [آل عمران: 188].

وقال: لئن كان كل امرىء فرح بما أُوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً،
لنعذبنَّ أجمعون، حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين
سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره،
وأَرَوْه أنهم أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه.


ب- أن لفظ الآية يكون عاماً، ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عُرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته.

جـ- دفع توهم الحصر، قال الإمام الشافعي ما معناه في قوله تعالى: { قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا...}
[الأنعام: 145]: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله، وأحلوا ما حرم الله،
وكانوا على المضادة - أي تصرفهم بقصد المخالفة - جاءت الآية مناقضة
لغرضهم فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه.


د- معرفة اسم النازل فيه الآية، وتعيين المبهم فيه.

إن معرفة سبب النزول تعين على فهم الآيات القرآنية فهماً صحيحاً، فإن
العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، كما تعين على تيسير الحفظ وتثبيت
المعنى، فإن ربط الأحكام بالحوادث والأشخاص والأمكنة والأزمنة تقرر
المعلومات وتركزها، كما تفيدنا وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.

وهناك من الآيات ما يصعب فهم المراد منه، ويقع الخطأ في تفسيره، إذا لم يعلم سبب نزوله. ومن ذلك قوله تعالى: ( ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله )
سورة البقرة: آية 115 ، فظاهر اللفظ أن للإنسان أن يصلي إلى أية جهة
يشاء، ولا يجب استقبال الكعبة لا في سفر ولا حضر، لكن إذا علم أن الآية
خاصة بنافلة السفر، أو فيمن صلى باجتهاد وبان خطؤه، علم أن الظاهر غير
مراد، فعن ابن عمر-رضي الله عنهما- أن هذه الآية نزلت في صلاة المسافر على
الراحلة أينما توجهت.


كيفية معرفة أسباب النزول:


لما كان سبب النزول أمراً واقعاً نزلت بشأنه الآية، كان من البَدَهي ألا
يدخل العلم بهذه الأسباب في دائرة الرأي والاجتهاد، لهذا قال الإمام
الواحدي: ولا يحل القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا
التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها.


وطريق معرفة سبب النزول، هو النقل الصحيح عن الصحابة الذين عاصروا
النزول، ووقفوا على الوقائع والملابسات، ولا مجال للعقل فيه، إلا
بالترجيح بين الروايات أو الجمع فيما ظاهره التعارض منها، ولا يحل القول
في أسباب النزول بالرأي والاجتهاد. وقول الصحابي في سبب النزول مقبول وله
حكم الحديث المرفوع، فيما لا مجال للاجتهاد فيه.


ومن هنا نفهم تشدد السلف في البحث عن أسباب النزول، حتى قال الإمام محمد
بن سيرين: سألت عَبيدَةَ عن آية من القرآن، فقال: اتق الله وقل سداداً،
ذهَب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن.


وقد اتفق علماء الحديث على اعتبار قول الصحابي في سبب النزول لأن أسباب
النزول غير خاضعة للاجتهاد فيكون قول الصحابي حكمه الرفع، أما ما يرويه
التابعون من أسباب النزول، فهو مرفوع أيضاً، لكنه مرسل، لعدم ذكر الصحابي.


لكن ينبغي الحذر والتيقظ، فلا نخلط بأسباب النزول ما ليس منها، فقد يقع
على لسانهم قولهم: نزلت هذا الآية في كذا ويكون المراد موضوع الآية، أو
ما دلت عليه من الحكم.


صيغة السبب:

1-تكون نصحاً صريحاً في السببية
إذا صرح الراوي بالسبب بأن يقول: سبب نزول هذه الآية كذا، أو يأتي
الراوي بفاء التعقيب بعد ذكر الحادثة، بأن يقول: سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن كذا، فنزلت الآية.


2-تكون محتملة للسببية
إذا قال الراوي: أحسب هذه الآية نزلت في كذا، أو ما أحسب هذه الآية نزلت
إلا في كذا، مثال ذلك ما حدث للزبير والأنصاري ونزاعهما في سقي الماء،
وتشاكيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفذ فيهما حكم الله، فكأن
الأنصاري لم يعجبه هذه الحكم، فنزل قوله تعالى: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } [ النساء: 65 ]. فقال الزبير ما أحسب هذه الآية إلا في ذلك.


اختلاف روايات أسباب النزول


لما كان سبيل الوصول إلى أسباب النزول هو الرواية والنقل، كان لا بد أن
يعرض لها ما يعرض للرواية من صحة وضعف، واتصال وانقطاع، غير أنا هنا على
ظاهره هامة يحتاج الدارس إليها وهي اختلاف روايات أسباب النزول وتعددها،
وذلك لأسباب يمكن تلخيص مهماتها فيما يلي:


1-ضعف الرواة:
وضعف الراوي يسبب له الغلط في الرواية، فإذا خالفت روايته المقبولين، كانت روايته مردودة.
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [ البقرة: 115]. فقد ثبت أنها في صلاة التطوع للراكب المسافر على الدابة.

أخرج مسلم عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو
مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه، قال: وفيه نزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}.
وأخرج الترمذي وضعّفه: أنها في صلاة من خفيت عليه القبلة فاجتهد فأخطأ
القبلة، فإن صلاته صحيحة. فالمعوّل عليه هنا في سبب النزول الأول لصحته.


2- تعدد الأسباب والمُنَزَّل واحد:

وذلك بأن تقع عدة وقائع في أزمنة متقاربة، فتنزل الآية لأجلها كلها، وذلك
واقع في مواضيع متعددة من القرآن، والعمدة في ذلك على صحة الروايات،
فإذا صحت الروايات بعدة أسباب ولم يكن ثمة ما يدل على تباعدها كان ذلك
دليلاً على أن الكل سبب لنزول الآية والآيات.

مثال ذلك: آيات اللعان: فقد أخرج البخاري: أنها نزلت في هلال بن أمية لما قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ..} [النور: 6].

وفي الصحيحين : أنها نزلت في عويمر العجلاني وسؤاله النبي صلى الله عليه
وسلم عن الرجل يجد مع امرأته رجلاً…فقال صلى الله عليه وسلم: "إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك القرآن".


وظاهر الحديثين الاختلاف، وكلاهما صحيح. فأجاب الإمام النووي: بأن أول من
وقع له ذلك هلال، وصادف مجيىء عويمر أيضاً، فنزلت في شأنهما معاً.


3- أن يتعدد نزول النص لتعدد الأسباب:
قال الإمام الزركشي: وقد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه، وتذكيراً به عند حدوث سببه خوف نسيانه … ولذلك أمثلة، منها:
ما ثبت في الصحيحين: عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: { ويسألونك عن الروح }
أنها نزلت لما سأله اليهود عن الروح وهو في المدينة، ومعلوم أن هذه
الآية في سورة " سبحان " - أي الإسراء وهي مكية بالاتفاق ، فإن المشركين
لما سألوه عن ذي القرنين وعن أهل الكهف قبل ذلك بمكة، وأن اليهود أمروهم
أن يسألوه عن ذلك، فأنزل الله الجواب، كما سبق بيانه.


ولا يقال: كيف يتعدد النزول بالآية الواحدة، وهو تحصيل حاصل؟. فالجواب:
أن لذلك فائدة جليلة ، والحكمة من هذا - كما قال الزركشي - أنه قد يحدث
سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية ، وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها،
فتؤدي تلك الآية بعينها إلى النبي صلى الله عليه وسلم تذكيراً لهم بها ،
وبأنها تتضمن هذه .


تعدد النزول مع وحدة السبب

1-قد
يتعدد ما ينزل والسبب واحد ومن ذلك ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها
قالت : يا رسول الله، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ } [ آل عمران:195 ].

2-عن أم سلمة قالت: يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال، فأنزلت: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ } [الأحزاب: 35].

3-عن أم سلمة أنها قالت: تغزوا الرجال ولا تغزوا النساء، وإنما لنا نصف الميراث، فأنزل الله: { وَلا
تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا
اكْتَسَبْنَ
} [ النساء: 32 ] .


حـ - تقدم نزول الآية على الحكم

1- المثال الأول: قوله تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى } [الأعلى: 14] استدل بها على زكاة الفطر، والآية مكية، وزكاة الفطر في رمضان، ولم يكن في مكة عيد ولا زكاة.

2-المثال الثاني: قوله تعالى: { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } [البلد: 1-2] السورة مكية، وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة، حتى قال صلى الله عليه وسلم: " أحلت لي ساعة من نهار ".
3- المثال الثالث: قوله تعالى: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } [ القمر: 45] قال عمر ابن الخطاب: كنت لا أدري أي الجمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }.

تعدد ما نزل في شخص واحد

1- موافقات عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أخرج البخاري عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث. قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } [ البقرة: 125].

وقلت يا رسول الله: إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن
يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه
في الغيرة، فقلت لهن: { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ } [التحريم: 5] فنزلت كذلك.


2- نزلت آيات في سعد بن أبي وقاص: قال: كانت أمي حلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمد صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا } [لقمان: 15].
الآية الثانية: يقول سعد: أخذت سيفاً فأعجبني، فقلت: يا رسول الله هب لي هذا، فنزلت سورة الأنفال.

أمثلة عن أسباب النزول

1- قوله تعالى: { سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ } [البقرة: 142] نزلت في تحويل القبلة.

لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً
أو سبعة عشر شهراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يتوجه نحو
الكعبة،فأنزل الله تعالى: { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ } [البقرة: 144]، فقال السفهاء من الناس-وهم اليهود- { مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا } قال الله تعالى: { قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ } [البقرة: 142].


2- قوله تعالى: { يوصيكم الله في أولادكم } [النساء : 11].

عن جابر قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة
يمشيان، فوجدني لا أعقل، فدعا بماء فتوضأ، ثم رش عليَّ منه فأفقت فقلت:
كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت: { يوصيكم الله في أولادكم }.


3- قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [المائدة: 101].

عن ابن عباس قال: كان قوم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم استهزاءً،
فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي ؟ فأنزل الله
تعالى فيهم هذه الآية.


4- قوله تعالى: { وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [هود:114].

عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها
وأنا هذا فاقض فيّ ما شئت، قال: فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك،
فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً
ودعاه، فتلا عليه هذه الآية، فقال الرجل: يا رسول الله هذا له خاصة؟
قال: " لا، بل للناس كافة ".


5- قوله تعالى: { وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا } [ الإسراء: 110].

عن عباس قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، وكانوا إذا
سمعوا القرآن سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله عز وجل لنبيه
صلى الله عليه وسلم: { وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ } أي بقراءتكم فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { وَلا تُخَافِتْ بِهَا } عن أصحابك فلا يسمعون { وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا }.


6- قوله تعالى: { وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ } [ النور: 33 ].
عن جابر قال: كان لعبد الله بن أبي جاريه يقال لها: مسيكة، فكان يكرهها على البغاء، فأنزل الله عز وجل: { وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ }.

7- قوله تعالى: { وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا }
[ العنكبوت: 8 ] عن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال: نزلت هذه الآية
فيّ، قال: حلفت أم سعد لا تكمله أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب،
ومكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها الجهد، فأنزل الله تعالى: { وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا }.


8- قوله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ } [الزمر: 53].

عن أبن عباس أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا وزنوا
فأكثروا، ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو
إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة، فنزلت هذه الآية: { قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا...}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://the2.ahlamontada.com
 
المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم-1القران
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أخطاء في قراءة القرآن فى رمضان
» القرأن الكريم بصوت 30 قارئ متميز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثق فى نفسك :: 
(القسم العام)
 :: م: الاسلامى
-
انتقل الى: